09 October 2007

صعود اليسار فى أميركا اللاتينية

‘‘لا ينبغى الخلط بين مناضلين فى سبيل الديمقراطية وديكتاتوريين أشبه ما يكونون بحكامنا ‘‘

>> عمرو عبد الرحمن

استقبلت الفضائيات العربية والتحليلات الإخبارية فى الصحف الحكومية والمعارضة على حد سواء ظاهرة الانتصارات الانتخابية لليسار فى أمريكا اللاتينية بترحاب صاخب. وتنوعت التحليلات حسب المدرسة الأيديولوجية التى ينتمى إليها هذا المعلق أو ذاك. أنصار الاتجاهات القومية العربية والإسلامية، وبعض أنصار النظام الحاكم فى مصر بالمناسبة، اعتبروا هذه الظاهرة بمثابة صفعة قوية للإمبريالية الأمريكية فى القارة فى حين اعتبرها غالبية المعلقين اليساريين تحدياً سافراً للعولمة وما يرتبط بها من ظواهر مثل تحرير التجارة الدولية وتعميم نموذج تنموى واحد يرتكز على آليات السوق الرأسمالى. على أن هؤلاء المتحاورون قد أجمعوا على أن تجربة اليسار فى السلطة فى تلك البلدان تقدم دروساً مهمة لأنظمة الحكم وقوى المعارضة فى العالم العربى بشأن إمكانية انتهاج سبيل جديد للتنمية معتمد على الذات يتحدى الهيمنة الأمريكية، بل وينزل بها هزائم مدوية. الاسم الأكثر شعبية فى هذه المحاورات هو اسم الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز الذى ما فتئ منذ صعوده لسدة الحكم فى 1999 يناصب السياسة الأمريكية العداء ويسعى لبناء حلف عريض بين النظم الحاكمة فى القارة خلف تلك المعارضة. بل ذهب البعض إلى ما هو أبعد واصفاً ما يحدث فى أمريكا اللاتينية بأنه كفيل بإحداث توازن فى العلاقات الدولية طال انتظاره منذ نهاية الحرب الباردة، فى حالة تحالف الأنظمة العربية مع هذه الحكومات اليسارية. فهل تقترب الحقيقة بالفعل من الصورة المتداولة فى الإعلام العربى ؟.....